البنية الرقمية للكلمة القرآنية

-A A +A

يقول الإمام النّورسي: كما تتراءى مقاصد القرآن الكريم في كله، فقد يدلّ عليها رقم أو عدد صريح أو كامن يحتاج تأمّل وتفكّر وتدبّر ..

يقول الإمام النّورسي: " كما تتراءى مقاصد القرآن الكريم في كله، فقد يدلّ عليها رقم أو عدد صريح أو كامن يحتاج تأمّل وتفكّر وتدبّر، أو قد يؤّكد العدد معنى أو يرّسخ مدلولاً، وقد يتّحد المعنى مع الرّقم لرفع غطاء وكشف سرّ وإظهار إعجاز، لأنّ كلّ جزء فجزء كالمرآة لكلٍ فكلٍ متصاعداً، كما أن الكلّ يتراءى في جزءٍ فجزء متسلسلاً ".
بما أن للكلمة بنيةً وهيئةً وشكلاً ورسماً، وكما أن لها معنىً لغوياًّ وبيانياًّ وعلمياًّ وغيبياًّ، ولترتيبها ونَظْمها وتكرارها نظاماً متكاملاً محكماً، فأيضاً هناك نظام وبناء محكم لعدد حروفها أو بنائها الرّقمي وتركيبها العددي، هذا البناء أسميناه البنية الرّقميّة للكلمة القرآنيّة، وهو رقم عشري محدّد بين 1 و 10. هذا الرّقم هو الذي يمثّل الكلمة رقميّاً في الآية، ومصفوف هذه الأرقام يسمى البنية الرقمية للآية القرآنية. فعدد الحروف هو أحد خصائص الكلمة القرآنية، ولا يمكن فصله عن الكلمة.
أظهرت نتائج المبحث أن الكلمة ذات البنية رباعيّة الحروف هي الأكثر وروداً بين كلمات القرآن الكريم، وهذا يدل على انتماء وتبعيّة البنية الرّقميّة للكلمة القرآنيّة وتوافقها وتناسقها مع البنية الرّقميّة للفظ الجلالة{الله}، ومع البنية الرّقميّة لكلمة {كلمة، كلمت}. والآية ذات البنية رباعية الكلمات، هي الأكثر بين آيات القرآن الكريم، وهذا يعني انتمائها وتبعيتها لعبارة التّوحيد الخالدة:  { لا إله إلا الله }.
إن كل كلمة قرآنيّة معجزة وتنتمي إلى عالم الأمر، ورسمها توقيفي وبالتّالي فإن البنية الرّقميّة للكلمة القرآنيّة، وللآية القرآنية، ليست أرقام صمّاء تتساوى أو تختلف، بل هي الأخرى وجه من وجوه إعجاز الكلمة القرآنيّة البياني البلاغي، لذلك تم صياغة قيمة إعجازية رباعية القيم (قيمة بلاغيّة، قيمة معنويّة، قيمة زمانيّة، قيمة عدديةّ)، للبنية الرّقميّة للكلمّة القرآنيّة. يحاول المبحث إيجاد قواعد وأسس تساعد على كشف تفاصيل المنظومة القرآنيّة التي بها يظهر الإعجاز، واستخراج المعاني والحقائق واللطائف والفوائد وكثيراً من الأسرار والحقائق والإعجاز من المعطيات القرآنيّة الرّقميّة ومعالجتها، وإظهار الأسّرار الخفيّة الكامنة في الكلمة القرآنيّة، وفي دلالات عدد حروفها، حيث أن ربط الأعداد بالحروف، وربط الحروف بالأعداد، سيفتح آفاقاً جديدة ويكشف أسراراً لم نكن نعلمها من قبل.
البحث الكامل في هذا الملف المرفق

إضافة تعليق